Продолжая использовать сайт, вы даете свое согласие на работу с этими файлами.
الخميسية
الخميسية | |
---|---|
أسماء أخرى | الخميسية |
الاسم الرسمي | الخميسية |
الإحداثيات | 30°47′24″N 46°29′21″E / 30.790013°N 46.489149°E / 30.790013; 46.489149 |
تقسيم إداري | |
الدولة | العراق |
المحافظة | محافظة ذي قار |
ارتفاع | 4 م (13 قدم) |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | ت ع م+03:00 (توقيت قياسي) |
رمز جيونيمز | 94351 |
تعديل مصدري - تعديل |
الخميسية قرية عراقية في قضاء سوق الشيوخ في الجانب الغربي من هور الحمار في محافظة ذي قار في جنوب العراق، سكنها العقيلات في جنوب العراق العقيلات هم تجار من منطقة نجد يسيرون بقوافلهم التجارية من مناطقهم إلى المشرق العربي يقايضون جمالهم وخيولهم وبضائعهم بالحبوب والملابس والأقمشة وبعضهم يستقر في تلك الأصقاع لفترة معينة، وقد ظل العقيلات قوة اقتصادية لا يستهان بها في البلدان التي يحلون فيها وكذلك فإن قوافلهم التجارية كانت تغذي وسط جزيرة العرب بكثير من حاجاتها الأساسية.
وقد امتـد دور العقيلات مدة قرنين من الزمان حيث عاد أكثرهم إلى ديارهم بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود، والتقدم الذي حصل بعد اكتشاف النفط والتوسع في استخدام الموانئ لاستيراد البضائع وتصدير المنتجات.
وسوف نتحدث عن إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق تسمى الخميسية في منطقة الأهوار وعلى بعد سبعة عشر كيلومترا جنوب غربي مدينة سوق الشيوخ أسسها «عبد الله بن صالح بن محمد الخميس» وسماها نسبة لاسم عائلته، وهو رجلٌ من نجد، هاجر من قريته القصيعة التابعة لمدينة بريدة إلى قرية شيرون في منطقة امارة المنتفك حيث كان مع جماعة فاضلة من العقيلات يزاولون التجارة في حماية الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفق الذي رحب بهم وأكرمهم وكان للشيخ فالح السعدون كلمة نافذة في بلاد المنتفق وماجاورها ولكن ساءت أمور الشيخ فالح السعدون بعد أن تغيرت علاقته بالعثمانيين فضُيّق عليه الأمر لفترة محدودة، ونظراً لما يتمتع به الشيخ عبد الله الخميس من قوة شخصية وبعد نظر فقد قرر أن يختط في عام 1303هـ، 1881م لجماعته العقيلات مدينة خاصة بهم على حافة البادية النجدية على حدود العراق وفي منطقة كانت وما جاورها مهد الحضارة السومرية وفي سنةٍ حدث فيها فيضان عظيم لنهر الفرات حاصر مدينة سوق الشيوخ وقطع اتصالاتها من جهة البر فانقلبت عنها القوافل التجارية الآتية من بادية العراق وجزيرة العرب، واختار لمدينته موقعاً مرتفعاً تحيط به الأهوار، التي تأخذ مياهها من نهر الفرات، من ثلاث جهات عدا الجهة الغربية فتتصل بالبر الموصّل إلى الجزيرة العربية حيث تنحدر الأرض بعض الشيء ويتوغل هذا الانحدار بعيدا إلى بوادي جزيرة العرب وقلبها نجد.
اكتسبت الخميسية أهميتها حينذاك من كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق وسوقا واسعة لعرض البضائع ومقايضتها حيث تقوم قبائل عنزة وشمر والعجمان والضفير ومطير وغيرها من قبائل الجزيرة العربية وبادية العراق بجلب الجمال والخيول والبضائع مثل السمن والصوف والوبر والجلود وتتم مقايضتها بالرز والقمح والشعير والذرة والتمور المنتجة في منطقة الأهوار المحيطة بالخميسية، وكذلك الملابس والأقمشة.
وهكذا أصبحت هذه الإمارة مقاما صالحا لكثير من العقيلات وبعض أبناء بادية العراق والجزيرة العربية ومع مرور الأيام اتسع نطاقها وشاع اسمها وذاع صيتها وأصبح عليها إقبال شديد من كل الأصقاع والأقطار نظراً لدورها الاقتصادي واستتباب الأمن بها. لذلك أرسلت الحكومة البريطانية حين احتلالها جنوب العراق في عام 1333هـ، 1915م الكابتن كول سميث كمندوب لها في الخميسية ثم تحسنت علاقة بريطانيا بعشائر المنتفك فأرسلت الميجر ديكسن كحاكم سياسي لعموم لواء المنتفك والذي أصبح بعد ذلك في بداية الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي مندوبًا ساميًا في إمارة الكويت حين علمت بريطانيا بوجود نفط فيها.
وقد ذكر الصحفي سليمان الدخيل الذي أسس وأصدر جريدة الرياض في بغداد في بداية القرن الميلادي الماضي عند زيارته الخميسية في مقالة له في مجلة لغة العرب الصادرة في عام 1330، 1912م أن عدد سكان الخميسية حوالي خمسة آلاف نسمة جلهم من العقيلات.
ويسكن العقيلات في الجزء الغربي من المدينة بينما يسكن صيادو الأسماك وأصحاب السفن الصغيرة في بيوت تسمى «صرائف» من البردي وسعف النخيل في الجانب الشرقي من المدينة على الهور المطل على الخميسية ويسمى «الشِريعة» وكانت حينذاك السفن هي وسيلة النقل الوحيدة بين الخميسية ومناطق الأهوار المحيطة بها ومن أشهر من سكن الخميسية الشاعر المعروف محمد عبد الله العوني.
كان تواصل الشيخ عبد الله الخميس وأبنائه قوياً مع الملك عبد العزيز آل سعود وهذا ما توثقه الرسالة أدناه المؤرخة في 6/صفر/1341هـ من الملك عبد العزيز إلى الشيخ حمد بن عبد الله الخميس يحثه فيها على أخذ حق سعيد البعير من ناصر بن خزيم وهم جميعاً من رعايا المملكة.
وذكر عبد الرحمن الحجي أن الشيخ عبد الله بن صالح بن محمد الخميس بعث برسالة إلى ابن عمه أو أبناء عمه حمد في بريدة - لم يكن المخطوط واضحاً - أشار فيها إلى أن الملك كان في ضيافته ويدعو فيها لمد يد العون لابن سعود وتأييده ضد خصومه في نجد.
كما كان للشيخ حمد بن عبد الله الخميس صلات قوية مع الشيخ/أحمد الجابر الصباح أمير الكويت حينذاك وهذا ما توثقه الرسالة المؤرخة في شوال 1333هـ والمرسلة من الشيخ/أحمد الجابر الصباح إلى الشيخ حمد بن عبد الله الخميس يذكر فيها أنه استلم خطابه المرسل مع الابن صالح الخميس الذي مرَ في الكويت في طريقه إلى زيارة الإمام عبد العزيز آل سعود في الرياض.
تتابعت بعد ذلك مجموعة من الوثائق المخطوطة والمروية بين حمد بن عبد الله بن صالح بن محمد الخميس من جهة والملك عبدالعزيز والصباح وابن رشيد من جهة أخرى، مما يثبت الدور التأريخي لهذه الإمارة من موقعها الاسترتيجي في ذلك الحين.
معلومات عن مدينة الخميسية: يتوسط مدينة الخميسية قصر الخميس الذي بني في عام 1303هـ - 1881م، ببابه الخشبي الضخم يليه دهليز طويل يوصلك إلى باحة فسيحة محاطة بليوان في جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية وتوجد في الجهة الغربية من الليوان حجرة كبيرة تسمى مجلس الشيخ يستقبل فيها مواطنيه ويحل مشكلاتهم اليومية وبجانبها من الجنوب حجرة الطعام، ويوجد على يسار الباحة حجرة مظلمة تسمى «التيسية» وهي سجن الإمارة أخذت اسمها من مشاغب أوقف فيها نسب إلى فخذ التيوس من عشيرة الجوارين فغدى اسمها التيسية وكان مجرد ذكر اسمها كافياً للحد ممن يريد بالأمن خللاً، كما يوجد في الجهة الشرقية من الليوان حجرة مزينة بنقوش ويعد ذلك مجلساً إفرنجياً يستخدم لاستقبال خاصة الضيوف وتسمى هذه الحجرة «المربعة» وتوجد خلف المربعة ومن جهتها الشرقية حجرات عديدة لنوم وإقامة الضيوف.
وفي الجهة الشرقية من الليوان في شمال المربعة سلالم تأخذك إلى الطابق الثاني من القصر والذي يحتل نصفه مجلس كبير وفيه جزء يطلق عليه «المختصر» أمامه شرفة خشبية محفور عليها نقوش وزخارف، وفي أعلاها برج حديدي تعلوه سارية عليها مروحة يحركها الريح فتشّغل مولداً صغيراً يشحن بطارية يعمل عليها مذياع كبير وهو المذياع الوحيد في تلك الأصقاع حينذاك وصلها من الهند مع أحد العقيلات ممن كانوا يتاجرون بالخيول هناك وهكذا يسمع الخميس أخبار العالم وُينقل عنهم ما سمعوه إلى القرى والبوادي المحيطة.
وقد ذكرت كريتيد بل سكرتيرة المندوب السامي البريطاني في بغداد لشؤون الشرق في مذكراتها أنها استمعت إلى أخبار لندن باللغة العربية في عام 1334هـ، 1916 م من هذا المذياع في جلسة في المختصر مع الشيخ حمود بن سويط شيخ قبيلة الضفير الذي كان في زيارة إمارة الخميسية حينئذ وكذلك الجنرال تدزويل قائد القوات البريطانية في المنطقة. كما عرف أهل الخميسية بوفاة الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق في عام 1358هـ، 1939م بواسطة هذا المذياع وانتقل الخبر بعد ذلك إلى سوق الشيوخ والأصقاع المجاورة.
وكان المذياع حينئذ هو الصلة اليومية الوحيدة التي تربطهم ببلدهم الأصلي حيث يبدأون الصيام بعد أن يعلموا أن الصيام قد بدأ فيها ويحتفلون بأعيادهم اعتماداً على رؤية الهلال في بلدهم الأصلي.
وبجنوب ذلك القصر العتيد بيت كبير للحُرُم وعلى مقربة منه بيت للعبيد والخدم وفي شرقه توجد إسطبلات الخيول.
وعبر شارع امتاز عن بقية شوارع المدينة باستقامته يوجد مسجد الخميسية الشهير بمئذنته الشامخة... والتي يزيدها روعة وخيالا ميلان ظاهر نحو الغرب حيث أصبحت مع قصر الخميس أحد المآثر المعروفة في جنوب العراق حينذاك. الصرح المعماري المتقن الذي أسسه أمراء قبيلة ال خميس في القرن التاسع عشر للميلاد. في المقابل قال عامر عبد الرزاق الزبيدي مدير مفتشية آثار ذي قار ان المسجد أسس في بداية إنشاء إمارة الخميسية في العام 1881، وقد تعرض هذا المبنى التراثي إلى تقصير وإهمال واضح، عازيا الأمر إلى بعد المسجد عن مركز المحافظة.
وقد بنى هذا الجامع الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفك في عام 1305هـ، 1883م وتم إنشاء مدرسة تدُرس بها مبادئ العلوم الدينية على مذهب الشيخ أحمد بن حنبل وجُلب الشيخ علي العرفج من أحد البيوت الكريمة من منطقة القصيم للتدريس والإفتاء وأقام الشيخ هناك حتى توفاه الله في عام 1328هـ، 1910م، فحضر شيخ آخر من القصيم هو الشيخ إبراهيم الجاسر قاضي بريدة حينذاك ليقوم بوظيفة الإفتاء والتدريس واستمر الشيخ في عمله حتى توفاه الله، فحضر بعده الشيخ بن سويلم من القصيم للقيام بمهمة الإفتاء والتدريس أيضاً.
يحيط بمدينة الخميسية سور كبير تُفتح بوابته أثناء النهار وتغلق في الليل. كما يوجد في وسط المدينة «الصفاة» أي سوق المدينة وبالقرب منه وفي جهته الجنوبية يوجد ما يسمى «الِسيف» حيث يتم تجميع الحبوب القادمة من مناطق الأهوار لغرض بيعها كما توجد بعض البساتين في جهتها الشمالية الغربية وجهتها الجنوبية الغربية وتسقى هذه البساتين من نهر الفرات. ويوجد أيضاً في أقصى جهتها الشمالية الغربية غابة من الأثل تسمى أثل الرميان. كما يوجد في شمال المدينة ما يسمى «دوغ» لإنتاج الطابوق المستخدم في البناء وتوجد مجموعة من الممالح لإنتاج كمية كبيرة من الملح في الجهة الغربية.
أما من ناحية الرعاية الصحية فقد افتتح أول مستوصف صحي في عام 1362هـ، 1944 م.
وعلى بعد عدة كيلو مترات من الخميسية توجد مدينة تُعد توأماً للخميسية هي مدينة سوق الشيوخ التي أسسها في عام 1175هـ، 1761م الشيخ ثويني بن محمد السعدون. والسعدون عائلة عربية عريقة من أشراف مكة هاجروا إلى جنوب العراق منذ ثلاثة قرون أو أكثر وهم على المذهب المالكي، وأصبحت لهم الزعامة على جمهرة القبائل المتحدة المسماة عشائر المنتفك، وكان لهذه العائلة الكريمة دور كبير ومهم في تاريخ العراق الحديث، وكان عبد المحسن السعدون رئيساً لوزراء العراق في عام 1341هـ، 1923م في بداية تكوين الدولة العراقية الحديثة. ويوجد كثير من أهل نجد ممن استقر في مدينة سوق الشيوخ المجاورة للخميسية وتوجد منطقة في هذه المدينة تسمى منطقة «النجادة» وما زالت تحمل هذا الاسم حتى الآن.
وقد تراجعت الخميسية في نهاية الأربعينيات من القرن الميلادي الماضي وذلك بسبب تقلص دورها في كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق بعد التوسع في استخدام الموانئ في الخليج العربي لجلب البضائع وتصدير المنتجات بعد ظهور الزيت في المملكة والكويت والعراق.