Мы используем файлы cookie.
Продолжая использовать сайт, вы даете свое согласие на работу с этими файлами.
آثار تغير المناخ على الصحة النفسية
Другие языки:

آثار تغير المناخ على الصحة النفسية

Подписчиков: 0, рейтинг: 0

يمكن أن تكون تأثيرات تغير المناخ على الصحة العقلية والنفسية سلبية إلى حد ما، خاصة لدى السكان الأكثر عُرضة للإصابة والمصابين مُسبقًا بأمراض عقلية خطيرة. هناك ثلاثة مسارات واسعة يمكن من خلالها أن تحدث هذه التأثيرات: مباشر وغير مباشر وعن طريق الوعي. يشمل المسار المباشر الظروف المتعلقة بالإجهاد التي يسببها التعرض لظواهر الطقس المتطرفة، مثل الاضطراب النفسي اللاحق للإصابة (PTSD). ربطت الدراسات العلمية نتائج الصحة النفسية بالعديد من حالات التعرض المتعلقة بالمناخ مثل: الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات. يمكن أن يكون المسار غير المباشر من خلال تعطيل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، كما هو الحال عندما تكون مساحة الأرض الزراعية أقل قدرة على إنتاج الغذاء. يمكن أن يكون المسار الثالث مجرد إدراك لتهديد تغير المناخ، حتى من قبل الأفراد الذين لم يتأثروا به بطريقة أخرى.

جرى قياس نتائج الصحة النفسية في العديد من الدراسات من خلال مؤشرات مثل: دخول المستشفيات للأمراض النفسية والوفيات وإيذاء النفس ومعدلات الانتحار. السكان والمراحل العمرية الأكثر عُرضة للإصابة هي: الأشخاص المصابون مسبقاً بأمراض عقلية والشعوب الأصلية والأطفال والمراهقين.

تشمل الاستجابات العاطفية لتهديد تغير المناخ القلق البيئي، والحزن البيئي، والغضب البيئي. في حين أن هذه المشاعر مزعجة، إلا فإنها غالبًا ليست ضارة، ويمكن أن تكون ردود فعل عقلانية لتدهور العالم الطبيعي، مما يحفز على العمل التكيفي.

من الصعب تقييم الآثار الدقيقة لتغير المناخ على الصحة العقلية؛ تشكل الزيادات في درجات الحرارة الشديدة مخاطر على الصحة العقلية والتي يمكن أن تظهر في زيادة حالات الدخول إلى المستشفيات المتعلقة بالصحة العقلية والانتحار.

المسارات

تُعرّف الصحة النفسية بأنها حالة من الصحة الجيدة إذ يمكن للفرد التعرف على قدراته، والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية، والعمل المنتج، والقدرة على المساهمة في مجتمعه. هناك ثلاثة مسارات سببية رئيسية يؤثر من خلالها تغير المناخ على الصحة العقلية: مباشر وغير مباشر وعن طريق الوعي (أو "النفسي الاجتماعي"). في بعض الحالات، قد يتأثر الناس بأكثر من مسار واحد في وقت واحد. تستخدم الدراسات المختلفة تسميات مختلفة لتحديد المسارات السببية الثلاثة. على سبيل المثال، يعيّن البعض مسار "الوعي" باستخدام مصطلح "التأثير غير المباشر"، بينما يصنفون "التأثيرات غير المباشرة" عبر الاضطراب المالي والاجتماعي تحت عنوان "التأثير النفسي الاجتماعي".

تأثيرات المسار المباشر

يشمل المسار المباشر الظروف المتعلقة بالإجهاد الناجمة عن التعرض لظواهر جوية متطرفة، مثل: موجات الحرارة والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات. يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى أحداث متعلقة بالإصابات، مثل الخلع من الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، مثل الفيضانات أو الحرائق، أو فقدان الأصدقاء والعائلة، أو غيرها من الأحداث المؤلمة. يمكن أن يؤدي التعرض لمثل هذه الأحداث إلى زيادة أمراض الصحة العقلية مثل: اضطراب نفسي لاحق للإصابة واضطراب التوتر الحاد والاكتئاب واضطراب القلق العام. غالبًا ما تحدث هذه التأثيرات في وقت واحد، وكذلك بشكل فردي. يوجد قدر كبير من المؤلفات المتعلقة بالارتباط بين الكوارث والصحة العقلية (دون الربط صراحةً بين الزيادة في التكرار والشدة بتغير المناخ).

الإجهاد قصير المدى هو الأكثر شيوعًا، والذي يمكن للناس غالبًا التعافي منه سريعًا. لكن في بعض الأحيان تظهر حالات مزمنة، خاصة بين أولئك الذين تعرضوا لأحداث متعددة، مثل: الاضطراب اللاحق للإصابة أو الاضطراب الجسدي أو القلق طويل الأمد. يمكن للاستجابة السريعة من قبل السلطات لاستعادة الشعور بالنظام والأمن أن تقلل بشكل كبير من خطر حدوث أي تأثير نفسي طويل المدى لمعظم الناس. على الرغم من أن الأفراد الذين يعانون بالفعل من اعتلال الصحة العقلية، وخاصة الذهان، يمكن أن يحتاجوا إلى رعاية مركزة، والتي قد يكون من الصعب تقديمها إذا تعطلت خدمات الصحة العقلية المحلية بسبب الطقس القاسي.

يمكن أن تتأثر الصحة البدنية بشدة بتغير المناخ. يمكن أن يؤدي تدهور الصحة الجسدية إلى تدهور الصحة العقلية للشخص أيضًا.

يمكن أن يكون للمظاهر الأقل تطرفًا لتغير المناخ آثار نفسية مباشرة. أكثر الروابط المدروسة جيدًا بين الطقس وسلوك الإنسان هي العلاقة بين درجة الحرارة والعدوانية. خلصت المراجعات المختلفة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تجعل الناس يصبحون بمزاج سيئ، مما يؤدي إلى زيادة العنف الجسدي.

زيادة درجات الحرارة وموجات الحر

أظهرت العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين درجات الحرارة المرتفعة ودخول المستشفيات النفسية لمجموعة من الاضطرابات النفسية والعصبية (الخرف واضطرابات المزاج واضطرابات القلق والفصام والاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات الجسدية واضطرابات النمو النفسي).

كما وجد أن معدل الوفيات يتأثر بارتفاع درجات الحرارة المحيطة للأشخاص المصابين بأمراض عقلية وأمراض عصبية. تدعم دراسة أوروبية أخرى هذه النتيجة مع زيادة خطر الوفيات للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أثناء موجات الحر من 2000 إلى 2008 في روما وستوكهولم، وخاصة بالنسبة لكبار السن (75+) والنساء. تقديرات الوفيات في ظل سيناريوهات مختلفة لتغير المناخ في الصين تُقدر أيضًا الاتجاهات المتزايدة للوفيات الزائدة المرتبطة بالحرارة بسبب الاضطرابات النفسية، ولكن هناك اتجاه متناقص في الوفيات الزائدة المرتبطة بالبرد.

وجدت العديد من الدراسات من آسيا أن درجات الحرارة المتقلبة أثرت على الصحة العقلية والنفسية، مما أثر على الإنتاجية وسبل العيش. على سبيل المثال، أدى التعرض طويل الأمد لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة في تايوان إلى زيادة بنسبة 7٪ في معدل الإصابة باضطراب الاكتئاب الرئيسي لكل زيادة قدرها 1 درجة مئوية في المناطق التي يزيد متوسط درجة الحرارة السنوية فيها عن المتوسط 23 درجة مئوية.

معدلات الانتحار

ارتبطت درجة الحرارة أيضًا بمعدلات إيذاء النفس والانتحار. باستخدام بيانات من الولايات المتحدة والمكسيك، وُجد أن معدلات الانتحار تزداد بنسبة 0.7٪ و 3.1٪، على التوالي، لزيادة درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية في المتوسط الشهري لدرجة الحرارة. ترتبط زيادة درجات الحرارة بزيادة السلوك العدواني وارتفاع معدلات الجريمة، مما يؤدي إلى زيادة جرائم القتل والاعتداءات، فضلًا عن زيادة معدلات الانتحار بين الشباب وكبار السن. ترتبط درجات الحرارة المرتفعة أيضًا بزيارات قسم الطوارئ للصحة العقلية والانتحار والإبلاغ الذاتي عن سوء الصحة العقلية.

من المتوقع أن تزداد معدلات الانتحار في الولايات المتحدة والمكسيك في العقود القادمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة المحيطة. بافتراض عدم حدوث انخفاض في المعدل الحالي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فمن المتوقع أنه بحلول عام 2050 سيكون هناك 9000 إلى 40000 حالة انتحار إضافية في الولايات المتحدة والمكسيك، وهو معدل مشابه للمعدل المقدر بعد تأثير الركود الاقتصادي وبرامج منع الانتحار وقوانين تقييد استخدام السلاح. أظهرت الدراسة أيضًا زيادة في اللغة الاكتئابية والتفكير الانتحاري المستخدم في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبط بزيادة درجات الحرارة. في الهند، ارتبط ارتفاع درجات الحرارة خلال مواسم زراعة المحاصيل أيضًا بزيادة حالات الانتحار، بمعدل 67 حالة وفاة إضافية سنويًا لكل درجة مئوية إضافية.

حرائق الغابات

أظهرت الدراسات في أمريكا الشمالية أن حالات الإخلاء والعزل الناجمة عن حرائق الغابات، فضلًا عن مشاعر الخوف والتوتر وعدم اليقين، أسهمت في الآثار السلبية الحادة وطويلة المدى على الصحة النفسية والعاطفية. وُجد ارتباط بين التعرض طويل الأمد للدخان ومشاكل الجهاز التنفسي وقضاء وقت طويل داخل المنازل واضطرابات في العيش والأنشطة البرية، ما أثر سلبًا على الصحة النفسية. ذُكرت نتائج مماثلة في دراسة أسترالية، بالإضافة إلى وجود ارتباط بين زيادة معدلات التوتر والاكتئاب والقلق واضطراب الكرب التالي للصدمة وشدة التعرض لحرائق الغابات.

الفيضانات

خلصُت دراسة أسترالية في المجتمعات الريفية إلى وجود تشابك بين خطر الجفاف وخطر الفيضانات، وأنهما أسهما في تدهور العافية نتيجة التوتر والقلق والخسارة والخوف. وجدت إحدى دراسات التعرض في المملكة المتحدة، والتي بحثت في التأثير طويل المدى للفيضانات، أن الاعتلال النفسي استمر لمدة ثلاث سنوات على الأقل بعد حدوث الفيضان.

زيادة تركيزات ثنائي أكسيد الكربون

قد يكون لدوافع تغير المناخ تأثيرات فيزيولوجية على الدماغ أيضًا، بالإضافة إلى آثارها النفسية. بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، من المحتمل أن يتعرض الناس في الأماكن المغلقة لمستويات من ثنائي أكسيد الكربون تصل إلى 1400 جزءًا في المليون، أي ثلاثة أضعاف الكمية الشائعة في الهواء الطلق اليوم. قد يؤدي ذلك إلى خفض قدرة البشر الأساسية على اتخاذ القرار في المناطق المغلقة بنحو 25% وخفض قدرات التفكير الاستراتيجي المعقد بنحو 50% بسبب سمية ثنائي أكسيد الكربون.

الآثار غير المباشرة

يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الرفاه والصحة النفسية أيضًا من خلال عواقب غير مباشرة، مثل «فقدان الأرض والهروب والهجرة والتعرض للعنف وتغير البيئة الاجتماعية أو البيئية أو الاقتصادية أو الثقافية». يمكن أن تحدث الآثار غير المباشرة على الصحة النفسية أيضًا من خلال التأثيرات على الصحة الجسدية. توجد علاقة متبادلة بين الصحة الجسدية والصحة النفسية، لذا فإن أي تأثير جسدي لتغير المناخ سيؤثر أيضًا على الصحة النفسية بشكل غير مباشر.

يؤثر تغير المناخ في عدة أجزاء من العالم على الدخل المادي للناس بشكل كبير، عن طريق خفض الإنتاج الزراعي مثلًا. يمكن أن يسبب ذلك ضغوطًا كبيرة، ما يؤدي إلى الاكتئاب والتفكير في الانتحار وغيرها من الحالات النفسية السلبية. يمكن أن تكون العواقب وخيمة بشكل خاص إذا اقترنت الضغوط المادية بعرقلة كبيرة في الحياة الاجتماعية، مثل الانتقال إلى المخيمات. يمكن للتدخلات الحكومية الفعالة، على غرار تلك المستخدمة لتخفيف الضغوط الناجمة عن أزمة مالية، أن تخفف من الظروف السلبية التي تُسببها هذه العرقلة.

يمكن أن يؤدي الاضطرار إلى الهجرة بسبب حدث مناخي شديد إلى زيادة معدلات الأمراض الجسدية والضائقات النفسية.

الآثار الناجمة عن زيادة الوعي

التأثيرات المحتملة وفق المسار الثالث تنتج عن الوعي بالتهديد الذي يشكله تغير المناخ، حتى من قبل الأفراد الذين لم يتعرضوا شخصيًا لأي آثار سلبية مباشرة. يمكن أن يسبب ذلك ضائقة نفسية وقلقًا (قلقًا بيئيًا) وحزنًا (حزنًا بيئيًا).

يمكن أن يؤثر «الوعي المتزايد بالبعد الوجودي لتغير المناخ» على عافية الناس أو يتحدى صحتهم النفسية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين. نما الوعي بتغير المناخ لدى الشباب في أوروبا كما يتضح من حركة «فرايديز فور فيوتشر» التي بدأت في صيف 2018. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضائقة العاطفية بين الشباب، بالإضافة إلى مشاعر الخوف والحزن والغضب والشعور بانتهاء العالم والتشاؤم - والتي يمكن أن تؤدي إلى الحزن والقلق واليأس - وكلها عوامل يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للناس. قُورن هذا التأثير بالقلق النووي الذي حصل خلال الحرب الباردة.

نادرًا ما تكون الحالات مثل القلق البيئي شديدة بما يكفي لتتطلب علاجًا سريريًا. على الرغم من كون هذه الظروف غير سارة وبالتالي تصنف على أنها سلبية، فقد وصفت بأنها استجابات عقلانية صحيحة لواقع تغير المناخ.

المراجع


Новое сообщение