Продолжая использовать сайт, вы даете свое согласие на работу с этими файлами.
قمامة بحرية
القمامة البحرية (بالإنجليزية: Marine Litter) هي النفايات التي يلقيها الإنسان بقصدٍ أو بدون قصدٍ في البحيرات، والبحار، والمحيطات، والممرات المائية. وتدعى أيضًا «الحطام البحري» (بالإنجليزية: Marine Debris). ويميل الحطام المحيطي العائم إلى التراكم في وسط الدوامات وعلى السواحل، تتراكم «القمامة البحرية» في مركز الحركة الدائرية المحيطية [نسبةً إلى البحر-المحيط] وتتكدس على خط الساحل في كثير من الأحيان، وتشكل ركامًا من المخلفات المبعثرة.
بعض أشكال القمامة البحرية -مثل الأخشاب المجروفة والبذور الطافية- توجد بشكل طبيعي (حطام طبيعي)، وبعضها الآخر بفعل الأنشطة البشرية -عن عمدٍ أو بلا عمد- نتيجة تفريغ مواد في المحيطات لآلاف السنين، وتشكل ركامًا من المخلفات المبعثرة -غالبًا بفعل الجنوح-، وعندها تعرف باسم نفايات الشاطئ أو حطام المد والجزر. يدعى التخلص المتعمَّد من النفايات في البحر بـ«إغراق المحيط».
ولكن في الآونة الأخيرة -ومع تزايد استخدام اللدائن (البلاستيك)- أضحى التأثير البشري مشكلةً، فالعديد من أنواع البلاستيك (البتروكيماويات) لاتتحلل بيولوجيًا بفعل البكتريا بسرعة [الكثير منها لايتحلل لآلاف السنين]، بخلاف الأمر بالنسبة إلى المواد الطبيعية أو العضوية. أكبر نوع منفرد من التلوث البلاستيكي (حوالي 10٪) ومعظم البلاستيك الكبير يتم التخلص منه في المحيطات، وكذا فقدان شباك صناعة صيد الأسماك.
إن إلقاء القمامة والمواد اللدائنية (البلاستيكية) الطافية والانسكابات العرَضية للحاويات البحرية غدا معضلةً خطيرةً تمثل تهديدًا جسيمًا على الأسماك، والطيور البحرية، والزواحف البحرية، والثدييات البحرية، وأيضًا على القوارب والمساكن الساحلية.
في إطار الجهود المبذولة لمنع الحطام والملوثات البحرية والتوسط فيها جرى اعتماد قوانينَ وسياساتٍ على الصعيد الدولي مع قيام «الأمم المتحدة» بإدراج الحد من التلوث البحري ضمن الهدفِ الرابعَ عشرَ من أهدافِ التنميةِ المستدامةِ «الحياة تحت الماء». واعتمادًا على الصلة بالمسألة ومستويات المساهمة المختلفة أدخلت بعض البلدان سياساتٍ حمائيةً أكثر تحديدًا. علاوةً على ذلك تقوم بعض المنظمات غير الربحية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية بتطوير برامجَ لجمع اللدائن (البلاستيك) من المحيط وإزالته. ومع ذلك ففي عام 2017 قدرت «الأمم المتحدة» أنه بحلول العام 2050 ستفوق اللدائنُ أعداد الأسماك في المحيطات إذا لم يجرِ اتخاذ تدابيرَ جوهرية.
أنواع النفايات البحرية
يصنف الباحثون الحطام إما على اليابسة وإما على المحيط؛ في العام 1991 قدر فريق الخبراء المشترك للأمم المتحدة المعني بالجوانب العلمية للتلوث البحري أن ما يصل إلى 80 ٪ من التلوث كان من مصادر برية، مع أن الـ20٪ المتبقية ناشئة عن أحداث كارثية أو مصادر بحرية. وجدت دراسات حديثة أن أكثر من نصف حطام اللدائن (البلاستيك) الموجود على الشواطئ الكورية يعتمد [في منشئه] على المحيط.
يمكن أن تتحول مجموعة متنوعة من الأشياء من صنع بشري إلى حطام بحري؛ الأكياس البلاستيكية، والبالونات، والعوامات، والحبال، والمخلفات الطبية، والزجاجات، والقوارير البلاستيكية، وأعواد السجائر، وولاعات السجائر، وعلب المشروبات، والراتنج، والبوليسترين، وخيوط شبكات الصيد والشبكات المفقودة، والنفايات المختلفة من السفن السياحية ومنصات التنقيب عن النفط واستخراجه كلها من بين العناصر الشائعة التي تنجرف إلى الشاطئ. تعتبر حلقات العبوات الست -على وجه الخصوص- رمزًا للمشكلة.
استخدم الجيش الأمريكي إغراق المحيطات للأسلحة والقنابل غير المستخدمة بما في ذلك القنابل العادية، والذخائر غير المنفجرة (UXO)، والألغام الأرضية، والأسلحة الكيميائية من عام 1919 حتى عام 1970 على الأقل. جرى التخلص من ملايين الأرطال من الذخائر في خليج المكسيك، وقبالة سواحل ما لايقل عن ست عشرة ولاية من «نيوجيرسي» إلى «هاواي» (على الرغم من أن هذه -بالطبع- لاتنجرف إلى اليابسة، والولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي مارست هذا).
ثمانون في المائة من الحطام البحري هو من اللدائن (البلاستيك). وهي المادة التي تراكمت بسرعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تتراكم المواد البلاستيكية لأنها عادة لاتتحلل بيولوجيًا كما يسلك العديد من المواد الأخرى. إنها تتحلل ضوئيًا -مما يزيد من خطورتها- عند التعرض لأشعة الشمس، ولكنها تفعل ذلك فقط في ظل الظروف الجافة إذ يمنع الماء التحلل الضوئي (بالإنجليزية: photolysis). في دراسةٍ أجريت عام 2014 باستخدام نماذج حاسوبية، قدر علماء من المجموعة (5 Gyres) أن 5.25 تريليون قطعة من اللدائن (البلاستيك) تزن 269 ألف طنٍّ منتشرة في المحيطات بكميةٍ متماثلةٍ في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
شباك الصيد التائهة
أو يطلق عليها شباك الأشباح هي شباك صيدٍ تركها الصيادون أو فقدوها في المحيط. هذه الشباك -التي غالبًا ما تكون غير مرئية تقريبًا في الضوء الخافت- يمكن تركها بفعل أنها مشتبكة بالشعاب الصخرية، أو بفعل الانجراف في البحر المفتوح، وهي قد تصبح أشراكًا للأسماك، والدلافين، والسلاحف البحرية، وأسماك القرش، والأطوم، والتماسيح، والطيور البحرية، وسرطان البحر، وغيرها من الكائنات، بما في ذلك الغواص البشري نفسه عرَضًا. تصمم هذه الشبكات على نحوٍ يعمل على تقييد حركة المخلوقات التي تعلق بها مما يتسبب في الجوع حتى الموت، أو التمزق، أو حجز الكائنات التي تحتاج للعودة إلى السطح من أجل التنفس مما يؤدي إلى اختناقها وموتها.
الحبيبات والأكياس البلاستيكية
يجري إلقاء 8.8 مليون طن متري من النفايات اللدائنية في محيطات العالم كل عام. تعد آسيا المصدر الرئيسي للنفايات البلاستيكية التي جرت إدارتها بشكلٍ سيءٍ حيث تعد الصين وحدها مسؤولةً عن 2.4 مليون طن متري. غالبية تلوث المحيطات هو من البلاستيك وفقدان الشباك من صناعة صيد الأسماك.
تشير التقديرات إلى أن هناك مخزونًا يبلغ 86 مليون طن من الحطام البحري البلاستيكي في المحيطات في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من نهاية العام 2013 على افتراض أن 1.4 ٪ من البلاستيك العالمي المنتج من عام 1950 إلى عام 2013 قد دخل المحيط وتراكم هناك.
تعتبر الحبيبات البلاستيكية عنصرًا رئيسيًا من القمامة البحرية، فهي تستخدم كمادةٍ خامٍ في صناعة اللدائن (البلاستيك) وشكلها يشبه بيض السمك. جرى تحديد التجارة في النفايات البلاستيكية على أنها السبب الرئيسي للقمامة البحرية. غالبًا ما تفتقر البلدان التي تستورد نفايات البلاستيك إلى القدرة على معالجة جميع المواد، ونتيجة لذلك فرضت الأمم المتحدة حظرًا على تجارة نفايات البلاستيك ما لم تستوفِ معايير معينة.
وصلت النفايات البلاستيكية إلى جميع محيطات العالم. يضرّ هذا التلوث البلاستيكي بما يقدر بنحو 100.000 من السلاحف البحرية والثدييات البحرية، ومليونٍ من المخلوقات البحرية كل عام. البلاستيك الأكبر حجمًا (يسمى «البلاستيك الضخم») مثل أكياس التسوق البلاستيكية يمكن أن يسد المسالك الهضمية للحيوانات الكبيرة عندما تبتلعها، ويمكن أن تتسبب بالمجاعة من خلال تقييد حركة الطعام، أو عن طريق ملء المعدة وانخداع الحيوان ظنًّا أنه امتلأ وشبع. من ناحية أخرى تضير اللدائن الدقيقة الحياة البحرية الصغيرة، فعلى سبيل المثال يفوق عدد القطع البلاستيكية السطحية الموجودة في وسط دوامات محيطنا عدد العوالق البحرية الحية، وقد تجاوزت السلسلة الغذائية لتصل إلى جميع أشكال الحياة البحرية. أفادت دراسة أجريت العام 1994 عن قاع البحر باستخدام شباك الجر في شمال غرب البحر الأبيض المتوسط حول سواحل إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا أن متوسط كثافة الحطام يبلغ 1.935 عنصرًا لكل كيلومتر مربع. شكلت منها المخلفات البلاستيكية نسبة 77 ٪، والتي منها نسبة 93 ٪ عبارة عن أكياس بلاستيكية.
نوردلز
تلوث حبيبات الراتينج البلاستيكي (بالإنجليزية: Plastic Resin Pellet Pollution) هو نوع من الحطام البحري الناتج عن الجزيئات البلاستيكية المستخدمة في تصنيع البلاستيك على نطاق واسع. يتم إنشاء هذه الكريات البلاستيكية قبل الإنتاج بشكل منفصل عن المواد البلاستيكية المستخدمة في صهرها لتشكيلها، ويجري تكبد خسارة هذه الحبيبات عرضًا أثناء مرحلتي التصنيع والنقل. يُشار إلى هذه المواد البلاستيكية عمومًا باسم nurdles حيث يتم إطلاقها في البيئة المفتوحة، مما يؤدي إلى حدوث تلوث في المحيطات والشواطئ.
حطام أعماق البحار
على الرغم من أن عددًا متزايدًا من الدراسات قد ركز على تراكم «الحطام البلاستيكي» على السواحل، وفي المياه السطحية البعيدة عن الشاطئ، وتلك التي تبتلعها الكائنات البحرية التي تعيش في المستويات العليا من عمود الماء، إلا أنه ثمة معلومات -وإن تك محدودة- عن الحطام في أعالي البحار الوسطى، وطبقات أعمق. والدراسات -التي جرى تنفيذها- أجرت أبحاثًا من خلال أخذ العينات من القاع ومراقبة الفيديو عبر المركبات التي تعمل عن بعد (اختصاراً ROVs) والغواصات، وهي تقتصر في الغالب على مشاريعَ لمرةٍ واحدةٍ ولاتمتد فترةً كافيةً لإظهار التأثيرات الكبيرة لحطام أعماق البحار بمرور الوقت. أظهرت الأبحاث حتى الآن أن الحطام في أعماق المحيط يتأثر في الواقع بالأنشطة البشرية، وقد لوحظ البلاستيك بشكل متكرر في أعماق البحار لا سيما في المناطق الواقعة قبالة سواحل المناطق المكتظة بالسكان، مثل البحر الأبيض المتوسط.
عثر على القمامة -المصنوعة من موادَّ متنوعةٍ أكثر كثافةً من المياهِ السطحيةِ (مثل الزجاج والمعادن وبعض البلاستيك)- منتشرةً على قاع البحار والمحيطات المفتوحة حيث يمكن أن تشتبك في الشعابِ المرجانيةِ وتتداخل مع البحار الأخرى الأرضية، أو حتى دفنها تحت الرواسب، مما يجعل عملية التنظيف صعبة للغاية، وخاصةً بسبب المساحة الواسعة لتشتتها مقارنةً بحطام السفن. يمكن أن تغرق المواد البلاستيكية -والتي عادةً ما تكون قابلةً للطفو سلبيًا- مع التصاق العوالق النباتية وتجمع الجسيمات العضوية الأخرى. تلعب العمليات البحرية الأخرى -التي تؤثر على الدورة- مثل العواصف الساحلية والحمل الحراري بعيدًا عن الشاطئ دورًا في نقل كمياتٍ كبيرةٍ من الجسيمات والحطام. يمكن للخصائص الطبوغرافية [الشكلية] للغواصات أن تزيد من التيارات السفلية مما يؤدي إلى احتباس الجسيمات البلاستيكية في مواقع معينة. جرى الإعلان في عام 2017 عن قاعدة بيانات حطام أعماق البحار من قبل مركز البيانات الأوقيانوغرافية العالمي التابع للوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا الأرض البحرية (اختصارًا JAMSTEC) والتي تظهر ثلاثين عامًا من الصور وعينات الحطام البحري منذ عام 1983. من أصل 5,010 غطسة [مسجلة] في قاعدةِ البيانات -باستخدام كلٍّ من (ROVs) وغواصات أعماق البحار- جرى إحصاء 3,425 قطعة من الحطام من صنع الإنسان. كان أهم نوعين من الحطام هما البلاستيك الكبير ويشكل 33 ٪ من الحطام الموجود -منها 89 ٪ يستخدم لمرةٍ واحدةٍ- والمعدن ويشكل 26 ٪. عثر على حطام بلاستيكي في قاع خندق ماريانا - المحيط الهادي على عمق 10,898 مترًا، وعثر على أكياس بلاستيكية مشتبكة في فتحات التهوية الحرارية المائية ومجتمعات الصابون البارد.
تلوث الجسيمات البلاستيكية
لم يجر -بعد- تحديد مدى التلوث باللدائن الدقيقة في أعماق البحار بشكل كامل، ونتيجةً لذلك يقوم العلماء حاليًا بفحص الكائنات الحية ودراسة الرواسب لفهم هذه المشكلة بشكل أفضل. قامت دراسة أجريت العام 2013 بمسح أربعة مواقعَ منفصلةٍ لتمثيل مجموعةٍ واسعةٍ من الموائل [جمع موئل] البحريةِ على أعماقٍ تتراوح ما بين 1,100 - 5,000 متر. ثلاثة من المواقع الأربعة بها كميات محددة من اللدائن الدقيقة الموجودة في الطبقة العلوية 1 سم من الرواسب. جرى أخذ عيناتٍ أساسيةٍ من كل بقعةٍ وترشيح جزيئاتها البلاستيكية من الرواسب العادية. تم التعرف على المكونات البلاستيكية باستخدام التحليل الطيفي الدقيق لرامان. أظهرت النتائج أصباغًا من صنع الإنسان شائعة الاستخدام في صناعة اللدائن (البلاستيك). في العام 2016 استخدم الباحثون مركبة (ROV) لجمع تسعة كائناتٍ من أعماق البحار ورواسب في أعماق البحار. تم تشريح الكائنات الحية التسعة المستوطنة في أعماق البحار وفحص أعضاء مختلفة من قبل الباحثين على الشاطئ لتحديد المواد البلاستيكية الدقيقة باستخدام المجهر. وجد العلماء أن ستةً من الكائنات الحية التسعة التي تم فحصها تحتوي على موادَ بلاستيكيةٍ دقيقةٍ حيث جميع الألياف الدقيقة توجد -على وجه التحديد- في الجهاز الهضمي. البحث الذي أجرته (MBARI) في عام 2013 قبالة الساحل الغربي لأمريكا الشمالية وحول هاواي وجد أن من بين جميع الحطام الذي لوحظ منذ 22 عامًا من لقطات فيديو قاعدة بيانات (VARS) كان ثلث العناصر عبارة عن أكياس بلاستيكية. كان هذا الحطام أكثر شيوعًا تحت عمق 2,000 متر. دراسة حديثة جمعت الكائناتِ الحيةَ والرواسبَ من منطقة أعماق البحار في غرب المحيط الهادئ استخلصت المواد من العينات واكتشفت أن البوليمر المشترك (40.0 ٪) والبولي إيثيلين تيريفثاليت (27.5 ٪) هما الأكثر شيوعًا في اكتشافه.
أجريت دراسة أخرى عن طريق جمع عينات من رواسب أعماق البحار وعينات مرجانية بين عامي 2011 و2012 في البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب المحيط الهندي وشمال شرق المحيط الأطلسي. من بين 12 عينةً من الشعاب المرجانية والرواسب المأخوذة عثر في جميعها على وفرةٍ من اللدائن الدقيقة. حرير الرايون (بالإنجليزية: Rayon) مع أنه ليس من البلاستيك لكن جرى تضمينه في الدراسة لكونه مادة اصطناعية شائعة، وقد وُجد في جميع العينات وشكل (56.9 ٪) من المواد الموجودة، يليه البوليستر (53.4 ٪) والبلاستيك (34.1 ٪) والأكريليك (12.4 ٪). وجدت هذه الدراسة أن كمية اللدائن الدقيقة -في شكل ألياف دقيقة- يمكن مقارنتها بتلك الموجودة في الرواسب المدية أو تحت المدية. في عام 2017 توصلت دراسة إلى نتيجة مماثلة من خلال مسح حوض روكال في شمال شرق المحيط الأطلسي على عمق أكثر من 2,200 متر، جرى التعرف على الألياف البلاستيكية الدقيقة بتركيز 70.8 جسيمًا لكل متر مكعب. وهذا مشابه للكميات المبلغ عنها في المياه السطحية. نظرت هذه الدراسة أيضًا في التلوث الدقيق الذي تناولته اللافقاريات القاعية (Ophiomusium lymani وHymenaster pellucidus وColus jeffreysianus) ووجدت أنه من بين 66 كائنًا جرتت دراسته، فإن 48 ٪ منها قد ابتلعت جزيئاتٍ بلاستيكيةٍ بكمياتٍ مماثلةٍ أيضًا للأنواع الساحلية. وجدت مراجعة حديثة لـ 112 دراسة أن أعلى نسبة ابتلاع للبلاستيك -في الكائنات الحية التي جرى جمعها- كانت في البحر الأبيض المتوسط وشمال شرق المحيط الهندي مع وجود اختلافاتٍ كبيرةٍ بين أنواع البلاستيك التي تبتلعها مجموعات مختلفة من الحيوانات، بما في ذلك الاختلافات في اللون ونوع البوليمرات السائدة. على العموم من المحتمل أن تكون اللدائن الدقيقة المصنوعة من الألياف الشفافة هي الأنواع الأكثر شيوعًا التي تبتلعها الحيوانات البحرية الضخمة في جميع أنحاء العالم.
فيما يلي أكبر عشرةِ مصادرَ للتلوث البحري بسبب اللدائن في جميع أنحاءِ العالم مرتّبةً على التوالي تنازلياً: «الصين» [يقدر نصيبها وحدها بـ30٪ على مستوى العالم] و«إندونيسيا» و«الفلبين» و«فييتنام» و«سيريلانكا» و«تايلاند» و«مصر» و«ماليزيا» و«نيجيريا» و«بنغلاديش»، يحدث التلوث من هذه المصادر إلى حدٍّ كبيرٍ عبر أنهار «يانغتسي» و«سندوس»، و«النهر الأصفر»، و«هاي»، و«النيل»، و«الغانج»، و«بيرل»، و«أمور»، و«النيجر»، و«الميكونغ»، وتمثل «تسعين في المئة من مجموع البلاستيك الذي يصل إلى محيطات العالم».
ويُقدر أنه يُفقد أكثر من عشرةِ آلاف حاويةٍ من حاويات السفن في عرض البحر كل سنةٍ (ويكون ذلك عادةً خلال العواصف). وقعت إحدى حالات الانسكاب والسقوط الشهيرة في المحيط الهادي في عام 1992 عندما سقطت آلافٌ من ألعاب البط المطاطية وغيرها في المحيط (عرفت -فيما بعد- باسم «العوامات الصديقة») أثناء عاصفة. وقد عُثر على الألعاب -منذ ذلك الحين- في جميع أنحاء العالم، مما وفّر فهمًا أفضلَ للتيارات البحرية. وقعت حوادث مماثلةٌ مثل سقوطِ إحدى وعشرينَ حاويةً (إحداها احتوت على أحذية Nike العائمة) من ناقلة «Hansa Carrier». في عام 2007 على شاطيء MSC Naples على «القنال الإنجليزية» انسكبت مئات الحاويات التي جرفتها المياه إلى «الساحل الجوراسي» أحد مواقع التراث العالمي. وكذلك حادثة سفينة الحاويات إكس-بريس بيرل التي اندلعت فيها النيران وغرقت (2-6-2021) بحمولتها (1486 حاوية) قبالة ميناء كولمبو بما وصف أسوأ كارثة بيئية بحرية في تاريخ سيريلانكا.
في ميناء «هاليفاكس» في مقاطعة «نوڤا سكوشيا» (بالإنجليزية: Nova Scotia) [في كندا] جرى إنتاج 52 ٪ من العناصر بالاستخدام الترفيهي لمتنزهٍ حضري، و14 ٪ بالتخلص من مياه الصرف الصحي، و7 ٪ فقط من أنشطة الشحن وصيد الأسماك. حوالي أربعة أخماس حطام المحيطات هي من نفاياتٍ تتساقط على المياه من مدافن النفايات والجريان السطحي للمناطق الحضرية.
تظهر بعض الدراسات أن «الحطام البحري» قد يكون سائدًا في مواقعَ معينة. على سبيل المثال وجدت دراسة أجريت عن آروبا (بالإنجليزية: Aruba) العام 2016 أن الحطام الذي وجد على الجانب المواجه للريح من الجزيرة كان في الغالب عبارة عن حطام بحري من مصادرَ بعيدة. في العام 2013 جرى جمع الحطام وتحليله من ستة شواطئَ في كوريا والنتيجة: 56 ٪ منها ذو «أساس [منشأ] محيطي»، و44 ٪ ذو «أساس أرضي».
في العام 1987 جرى انجراف النفايات الطبية على الشاطئ في نيوجيرسي بعدما جرى تفجيرها من مكب نفايات «فريش كيلز». في جزيرة «جورجيا الجنوبية» النائية الواقعة في شبه القارة القطبية الجنوبية (بالإنجليزية: Antarctic)، كان الحطام المرتبط بصيد الأسماك -ما يقرب من 80 بالمئة من البلاستيك- مسؤولاً عن تشابك أعدادٍ كبيرةٍ من فقمات الفراء القطبية (بالإنجليزية: fur seals).
وقد عثر على القمامة البحرية حتى في قاع المحيط المتجمد الشمالي.
خمس دوامات شبه استوائية
على الرغم من وفرة اللدائن (البلاستيك) التي تترسب في المحيط إلا أن التوزيع عبر المحيطات لم يكن معروفًا نسبيًا. أجريت -بشكل مناسب- دراسة في العام 2014 لنمذجة تمثيل دقيق للحجم الحالي للتلوث السطحي داخل المحيطات. مع الانتهاء من المشروع جرى تحديد خمس مناطقَ في جميع المحيطات حيث يتركز معظم اللدائن (البلاستيك).
جمع الباحثون ما مجموعه 3,070 عينةً من جميع أنحاء العالم لتحديد النقاط الساخنة (بالإنجليزية: hot spots) للتلوث البلاستيكي على مستوى السطح. يمثل نمط التوزيع انعكاسًا تقريبيًا لنماذج التيارات المحيطية أو (اختصاراً Gyre) مع بقعة شمال المحيطِ الهادئ (بالإنجليزية: Great Pacific Garbage Patch)، وهي أعلى منطقة بكثافة تراكم البلاستيك. تشمل بقع القمامة الأربعة الأخرى منطقة شمال الأطلسي للقمامة الواقعة ما بين أمريكا الشماليةِ وإفريقيا، ومنطقة القمامة الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي الواقعة ما بين شرق أمريكا الجنوبيةِ وطرف إفريقيا، ومنطقة القمامة في جنوبي المحيط الهادئ الواقعة غربي أمريكا الجنوبيةِ، ومنطقة القمامة في المحيط الهندي التي وجدت شرقي جنوبِ إفريقيا مدرجةً بترتيبٍ تنازلي من حيث الحجم.
بقعة قمامة ضخمة في المحيط الهادي
بمجرد أن تنقله المياه يصبح الحطام متحركًا. يمكن للحطام العائم (بالإنجليزية: Flotsam) أن يتحرك مع الريح، أو يتّبعَ تدفق التيارات المحيطية، وغالبًا ما ينتهي به المطاف في وسط الدوامات المحيطية حيث تكون التيارات أضعف. تعتبر رقعة القمامة الضخمة في المحيط الهادئ (بالإنجليزية: Great Pacific Garbage Patch) أحد الأمثلة على ذلك إذ تضم منطقةً شاسعةً من شمال المحيط الهادئ غنيةً بالنفايات البشرية تقدر بضعفي مساحة ولاية تكساس، وتحتوي هذه المنطقة على أكثر من ثلاثةِ ملايين طن من اللدائن.
لربما تكون البقعُ هائلةَ الحجم بما يكفي لتُعرض عرضًا بواسطة القمر الصناعي. فعلى سبيل المثال عندما اختفت الطائرة الماليزية (الرحلة MH370) في العام 2014 قامت الأقمار الصناعية بمسح فضائي لسطح المحيط بحثًا عن أي علامةٍ عليها، وبدلاً من العثور على حطامٍ من الطائرة عثروا على قمامةٍ عائمة. تحتوي دوامة تيار الجير (Gyre) على حوالي ستة أرطالٍ من اللدائنِ لكل رطلٍ من العوالق.
الأثر البيئي
يستهلك العديد من الحيوانات التي تعيش في البحر أو قربه الحطام [البحري] بطريق الخطأ، لأنها غالبًا ما تشبه فرائسها الطبيعية. قد تستقر بقايا اللدائنِ الكبيرة [-لتعسر مرورها-] بشكلٍ دائمٍ في الجهاز الهضمي لهذه الحيوانات، مما يعيق مرور الطعام ويتسبب لها بالموت لاحقًا من خلال الجوع أو المرض. تشبه جزيئات اللدائنِ العائمة الدقيقة أيضًا العوالق الحيوانية (بالإنجليزية: Zooplankton)، والتي يمكن أن تقود مغذيات المرشِّح إلى استهلاكها وتتسبب في دخول السلسلة الغذائية للمحيط. في العينات المأخوذة من تيار دوامة شمال الهادي في العام 1999 من قبل مؤسسة ألجاليتا (Algalita) للبحوث البحرية، تجاوزت كتلة اللدائنِ (البلاستيك) كتلة العوالق الحيوانية بمعامل ستة [(ستة إلى واحد)].
يمكن أن تتسرب الإضافات السامة المستخدمة في تصنيع اللدائن إلى المناطق المحيطةِ بها عند تعرضها للماء. تتجمع الملوثات الكارهة للماء التي تنقلها المياه وتتضخم على سطح الحطام اللدائني، وهذا يجعل اللدائنَ أكثر فتكًا في المحيط منها على الأرض. تتراكم الملوثات الكارهة للماء في الأنسجة الدهنية، وتتضخم بيولوجيًا في السلسلة الغذائية وتضغط على الحيوانات المفترسة وعلى البشر. بعض المضافات اللدائنِية تعطل نظام الغدد الصماء عند استهلاكها، وبعضها الآخر قد يثبط نظام المناعة أو يقلل من معدلات الإنجاب. تمثل مادة "Bisphenol A" (اختصاراً BPA) مثالاً مشهوراً على مادةٍ ملدنةٍ يتم إنتاجها بكمياتٍ كبيرةٍ لتغليف المواد الغذائية، حيث يمكن أن تتسرب إلى الطعام مما يؤدي إلى تعرض الإنسان لها. وبصفتها ناهضًا [داعمًا] لكلا مستقبلات هرمون الاستروجين والقشرانيات السكرية (بالإنجليزية: glucocorticoid) [أو الكورتيزون] تتدخل مادة BPA في نظام الغدد الصماء وترتبط بزيادة الدهون في القوارض.
تحفز الطبيعة الكارهة للماء الأسطح اللدائنية (البلاستيكية) على التكوين السريع للأغشية الحيوية، والتي تدعم نطاقًا واسعًا من الأنشطة الأيضية، وتؤدي إلى تعاقب الكائنات الدقيقة والكبيرة الأخرى.
تزايد القلق لدى الخبراء منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من أن بعض الكائنات الحية قد تكيفت لتعيش على حطامٍ لدائنيٍّ (بلاستيكي) عائم، مما سمح لها بالتشتت مع التيارات البحرية وبالتالي فمن المحتمل أن تصبح أنواعًا غازيةً في النظمِ البيئيةِ البعيدة. أكد بحث أجري في العام 2014 حول المياه الأسترالية (المحيطة بأستراليا) وجود ثروةٍ من هؤلاء المستعمرين حتى على رقائقَ صغيرةٍ، ووجدت أيضًا بكتيريا محيطية مزدهرة تتغذى على البلاستيك مشكلةً حفرًا وأخاديد. أوضح الباحثون أن «التحلل الحيوي للبلاستيك يحدث على سطح البحر» من خلال عمل البكتيريا، وأشاروا إلى أن هذا يتوافق مع مجموعةٍ جديدةٍ من الأبحاث حول هذه البكتيريا. تتوافق نتائجهم أيضًا مع البحث الرئيسي الآخر الذي أجري في العام نفسه (2014)، والذي سعى إلى الإجابة عن لغز النقص العام في تراكم البلاستيك العائم في المحيطات، على الرغم من استمرار ارتفاع مستويات الإغراق. عثر على اللدائن كأليافٍ دقيقةٍ في عيناتٍ أساسيةٍ جرى حفرها في الرواسب في قاع المحيط العميق، ولم يتم بعد تحديد سبب هذا الترسب الواسع في أعماق البحار.
ليست كل القطع الأثرية البشرية المنشأ الملقاة في المحيطات ضارة. عادةً ما تلحق الهياكل الحديدية والخرسانية أضرارًا قليلة بالبيئة لأنها تغرق عمومًا في القاع وتصبح غير متحركة، وفي الأعماق الضحلة يمكنها حتى توفير سقالات للشعُبِ المرجانيةِ الاصطناعية. لقد كانت السفن وعربات الأنفاق [المستهلكة] تُغرق بشكلٍ متعمدٍ لهذا الغرض.
بالإضافة إلى ذلك من المعروف أن السرطان الناسك يستخدم قطعًا من نفايات الشاطئ كصدفةٍ عندما لايستطيع العثور على صدفةٍ حقيقيةٍ بالحجم الذي يحتاج إليه.
لقد ثبت إلى الآن ابتلاع الكائنات البحرية للدائن (البلاستيك) على كامل عمق المحيط. عثر على اللدائن الدقيقة في معدة عينات «مزدوجات الأرجل» (بالإنجليزية: Amphipods) التي جرى أخذها في كلٍّ من اليابان، وإيزو بونين، وماريانا، وكيرماديك، ونيو هبريدس، وخنادق البيرو-تشيلي. أخذت عينات من الكائنات الحية من خندق ماريانا على عمق 10,890 مترًا وجميعها كانت تحتوي على أليافٍ دقيقة.
إزالة الأنقاض
تتضمن تقانات جمع وإزالةِ الحطام البحري (أو النهري) استخدام قواربِ كشطِ الحطام (في الصورة). يمكن استخدام أجهزةٍ مثل هذه حيث يشكل «الحطام العائم» خطرًا على الملاحة. على سبيل المثال يقوم «سلاح المهندسين» في الجيش الأمريكي بإزالة تسعين طنًا من «المواد المنجرفة» من خليج سان فرانسيسكو كل شهر. يقوم الفيلق بهذا العمل منذ العام 1942، عندما اصطدمت طائرة مائية تحمل الأدميرال تشيستر دبليو نيميتز بقطعةٍ من حطامٍ عائمٍ وغرقت ما أدى إلى وفاة قائدها. علاوةً عن أن عملية تنظيف المحيط قد أوجدت وعاءً لتنظيف الأنقاض النهرية دُعيَ "Interceptor". بمجرد تحول الحطام إلى «نفايات شاطئ» يتم الجمع باليد وبالآلات المتخصصة بتنظيف الشواطئ وذلك لجمع الحطام.
في يونيو/حزيران من العام 2019 أجرى معهد "Ocean Voyages" («رحلات المحيط») عملية تنظيفٍ باستخدام أجهزةِ تعقبٍ بالأقمارِ الصنعيةِ (GPS) والمعدات البحرية الموجودة في «منطقةِ التقاربِ» شبهِ الاستوائيةِ في شمال المحيط الهادئ (Gyre) مسجلاً رقمًا قياسيًا لأكبر عمليةِ تنظيفٍ في وسط المحيط أنجزت شمالَ المحيط الهادي، وأزال أكثر من 84,000 رطلٍ من شبكاتِ البوليمر والنفايات اللدائنية (البلاستيكية) الاستهلاكية من المحيط.
وما بين مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام 2020 أجرى معهد "Ocean Voyages" رحلةً استكشافيةً أخرى للتنظيف في Gyre وحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في أكبر عمليةِ تنظيفٍ جرت في دوامة شمال المحيط الهادئ (Gyre)، والتي أزالت أكثر من مئةٍ وسبعينَ (170) طنًا (340,000 رطلٍ) من المواد اللدائنيةِ الاستهلاكيةِ وشبكاتِ الأشباح من المحيطِ باستخدام أجهزة تعقب الأقمار الصناعية المصممة خصيصًا لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتي يجري نشرها بواسطة سفن الفرص، بحيث يستطيع معهد "Ocean Voyages" تعقبها تعقبًا دقيقًا وإرسال سفن التنظيف لإزالة شبكات الأشباح. يجري دمج تقانةِ "GPS Tracker" (أو المتتبع بالأقمار الصنعية) مع صور الأقمار الصناعية مما يرفع المقدرة على تحديد مواقع القمامة اللدائنيةِ وشبكات الأشباح في الوقت الفعلي من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية مما سيزيد بشكلٍ كبيرٍ من استطاعةِ عمليةِ التنظيفِ وكفاءته.
ثمة أيضًا مشاريع تحفز قوارب الصيد على إزالةِ أيةِ نفاياتٍ تصطادها بطريق الخطأ أثناء عملية صيد الأسماك [بدلاً من إعادتها إلى الماء].
وفي أماكن أخرى تُركب «مصائد قمامةٍ» على الأنهار الصغيرة لالتقاط الأنقاض التي تنقلها المياه قبل وصولها إلى البحر. على سبيل المثال تدير مدينة «أديلايد» [عاصمة ولايةِ] جنوب أستراليا عددًا من هذه المصائد المعروفة باسم «أرفف القمامة» أو «مصائد الملوثات الإجمالية» على نهر تورينز، والتي تتدفق (خلال موسم الأمطار) إلى خليج سانت ڤنسنت.
وفي البحيرات أو على مقربةٍ من الساحل يمكن أيضًا استخدام الإزالة اليدوية. يروّج مشروع "AWARE" -على سبيل المثال- لفكرة السماح لنوادي الغوص بتنظيف القمامة كتمرين غوص.
في البحر لاتزال إزالة المخلفات الاصطناعية (مثل اللدائن) في مهدها. على كلٍّ فقد جرى البدء في بعض المشاريع التي تستخدم السفن ذات الشباك مثل مشاريع معهد Ocean Voyages Institute التالية (Kaisei 2009 & 2010 and New Horizon 2009) لالتقاط بعض المواد البلاستيكية لأغراضٍ بحثيةٍ في المقام الأول. هنالك أيضًا "SeaVax" التابع لـ"Bluebird Marine System" والذي يعمل بالطاقة الشمسية والرياح ولديه آلة تمزيق على متن الطائرة وحمل الحمولة. ثمة سفينة مانتا التابعة لـSea Cleaners المشابهة من حيث المفهوم.
وضعت طريقة أخرى لجمع القمامة الاصطناعية من قبل بويان سلات Boyan Slat التابع لمنظمة The Ocean Cleanup غير الربحية، حيث اقترح استخدام منصاتٍ ذوات أذرع لجمع الأنقاض الموجودة داخل تيار الدوامات. وسفينة SAS Ocean Phoenix مشابهة إلى حد ما في التصميم.
تتمثل قضية أخرى في أن إزالة «الحطام البحري» من محيطاتنا ربما تسبب ضررًا أكثر من نفعها، إذ يمكن أن يؤدي تنظيف المواد اللدائنية الدقيقة أيضًا إلى التخلص من العوالق (بالإنجليزية: Plankton) عرضًا، والتي تعد المجموعة الغذائية الرئيسية في السويةِ الدنيا من «السلسلة الغذائية البحرية»، وتقوم بأكثرَ من نصف عملية التمثيل الضوئي على الكرة الأرضية. واحدة من أكثر الطرق كفاءةً وفعاليةً من حيث التكلفة في المساعدة في تقليل كمية اللدائن التي تدخل محيطاتنا هي بالامتناع عن استخدام المواد اللدائنية ذات الاستخدام الواحد، وتجنب مشروبات العبوات اللدائنية مثل زجاجات المياه، واستخدام أكياس التسوق القابلة لإعادة الاستخدام، وشراء منتجاتٍ ذات عبواتٍ قابلةٍ لإعادة الاستخدام.
وهنالك عملية غوص لإزالة الحطام البحري -لمرةٍ واحدةٍ في السنة- في Scapa Flow في أرخبيل Orkneys [في اسكتلندا] تديرها Ghost Fishing - UK بتمويلٍ من قبل منظمتي World Animal Protection (اختصارًا WSPA)، وFat Face Foundation غير الربحيتين.
القوانين والمعاهدات
المحيط مَشاعٌ عالمي، لذا فالعوامل الخارجية السلبية للحطام البحري لاتُختبر من قبل المنتج عادةً. جرى -في خمسينات القرن الماضي- الاعترافُ بأهميةِ التدخل الحكومي في بروتوكول التلوث البحري في المؤتمر الأول لقانون البحار.
يتحكم «القانون الدولي» بإغراق المحيطات. وذلك بما يشمل:
- * اتفاقية لندن (1972) - اتفاقية الأمم المتحدة للتحكم في إغراق المحيطات تتكون هذه الاتفاقية الخاصة بحظر «التلوث البحري» الناجم عن إغراق النفايات ومواد أخرى من اثنتين وعشرين مادةً تتناول توقعات الأطراف المتعاقدة. حددت المرفقات الثلاثة العديد من المركبات والأجسام والمواد التي لايسمح بترسيبها في المحيط. من أمثلة هذه المواد: مركبات الزئبق والرصاص والسيانيد والنفايات المشعة.
- * ماربول 73/78 (بالإنجليزية: MARPOL 73/78) - هي اتفاقية موضوعة للتقليل من «تلوث البحار». يشمل ذلك الإغراقَ، والتلويثَ النفطي، وتلويث العوادم لم تنظر اتفاقية ماربول الأصلية في الإغراق من السفن، ولكن جرى تنقيحها في العام 1978 لتشمل قيودًا على السفن البحرية.
- * «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» (اختصارًا UNCLOS): جرى التوقيع عليها في 10 ديسمبر/كانون الأول 1982، ولكنها دخلت قيد التنفيذ بدءًا من 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1994. تؤكد «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» على أهمية حماية المحيط بكامله، وليس المناطق الساحلية المحددة وحسب. فرضت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار قيودًا على التلوث، بما في ذلك الضغط على المصادر البرية [للتلوث البحري].
القانون الأسترالي
كان من أوائل القوانين التي تناولت مكافحة الإغراق قانونُ حماية الشواطئ ومناطق الصيد والطرق البحرية لعام 1932 في أستراليا، والذي يحظر تصريف «القمامة، أو القمامة، أو الرماد، أو النفايات العضوية» من «أي سفينةٍ في المياه الأسترالية» دون إذن كتابي مسبق من الحكومة الفيدرالية، كما فرض إذنًا للإغراق. صدر القانون استجابة لكمياتٍ كبيرةٍ من القمامة جرى غسلها على شواطئ سيدني، ونيوكاسل من قبل سفنٍ خارج متناول السلطات المحلية وحكومة نيو ساوث ويلز. جرى إلغاء القانون واستبدل به «قانون حماية البيئة» (إغراق البحر) لعام 1981، والذي أدخل «اتفاقية لندن» حيز التنفيذ.
القانون الأوروبي
في عامي 1972 و1974 عقدت اتفاقياتٌ في كلٍّ من أوسلو وپاريس على التوالي، وأسفرت عن تمرير اتفاقيةِ «أوسبار» (بالإنجليزية: OSPAR)، وهي معاهدة دولية للسيطرة على «التلوث البحري» في شمال شرقي المحيط الأطلسي. فيما «اتفاقية برشلونة» تهتم بحماية البحر الأبيض المتوسط. التوجيه الإطاري للمياه لعام 2000 هو توجيه من الاتحاد الأوروبي يُلزم الدولَ الأعضاءَ في الاتحاد بتحرير المياه الداخلية والساحلية من التأثير البشري. جرى في المملكة المتحدة تصميم قانون الوصول البحري والساحلي لعام 2009 «لضمان محيطاتٍ وبحارٍ نظيفةٍ وصحيةٍ وآمنةٍ ومنتجةٍ ومتنوعةٍ بيولوجيًا من خلال وضع أنظمةٍ أفضلَ لتحقيق التنمية المستدامة للبيئة البحرية والساحلية». في عام 2019 صوّتَ «برلمان الاتحاد الأوروبي» لصالح حظرٍ شاملٍ للاتحاد الأوروبي على المنتجات اللدائنية (البلاستيكية) ذات الاستخدام الواحد مثل القشّ البلاستيكي، وأدوات المائدة، والأطباق، وحاويات المشروبات، وحاويات الطعام والشراب المصنوعة من البوليسترين، وأكياس المشروبات البلاستيكية، وأكياس النقل البلاستيكية، وبراعم القطن. يدخل القانون حيز التنفيذ في عام 2021.
القانون الأمريكي
كان هنالك العديد من العواقب الملحوظة للتلوث في مياه الولايات المتحدة بما في ذلك: مناطق نقص الأكسجين (بالإنجليزية: hypoxic zones)، والتكاثر الضار للـagal، والأنواع [الحيوية] المهددة. في عام 1972 أصدر كونغرس الولايات المتحدة «قانون الإغراق في المحيط»، الذي أعطى «وكالة حماية البيئة» سلطة مراقبة وتنظيم إلقاء حمأة الصرف الصحي والنفايات الصناعية والنفايات المشعة والمواد الخطرة بيولوجيًا في المياه الإقليمية الأمريكية. جرى تعديل القانون بعد ستة عشر عامًا ليشمل النفايات الطبية أيضًا. من غير القانوني التخلص من أي لدائنَ في مياه الولايات المتحدة.
الملكية
ربما يكون قانون الملكية، وقانون الأميرالية، وقانون البحار ذوو صلةٍ عند العثور على ممتلكاتٍ مفقودةٍ أو ضائعةٍ أو مهجورة في البحر. يكافئ «قانون الإنقاذ» المنقذين على المخاطرة بالأرواح والممتلكات لإنقاذ ممتلكات شخص آخر من الخطر. على الأرض أدى التمييز بين الخسارة المتعمدة والعرَضيّة إلى مفهوم «الكنز الدفين». في المملكة المتحدة يجب الإبلاغ عن البضائع الغارقة إلى متلقي الحطام، وإذا كان من الممكن تحديدها فيتوجب إعادتها إلى مالكها الشرعي.
النشاط
ينشط عدد كبير من المجموعات والأفراد في مجال الوقاية أو التثقيف بشأن «الحطام البحري». على سبيل المثال منظمة 5 Gyres هي منظمة تهدف إلى الحد من التلوث اللدائني في المحيطات، وكانت واحدةً من منظمتين قامتا مؤخرًا بإجراء أبحاثٍ حول «دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ». منظمة أخرى Heal the Bay هي منظمة تُعنى بحماية خليج سانتا مونيكا في ولاية كاليفورنيا، من خلال رعاية برامج تنظيف الشواطئ إلى جانب أنشطةٍ أخرى. «مارينا ديبريس» فنانة تركز معظم أعمالها الأخيرة على تثقيف الناس حول نفايات الشاطئ. توضح المواقع التفاعلية مثل Adrift أين تُحمل اللدائن (البلاستيك) البحرية -بمرور الوقت- لتصل إلى تيارات المحيطات في العالم.
في 11 أبريل/نيسان عام 2013 ومن أجل إيجاد الوعي أسست الفنانة ماريا كريستينا فينوتشي «ولاية رقعة القمامة» (بالإنجليزية: The Garbage patch state) في اليونسكو في پاريس أمام الأمينة العامة [لليونسكو] «إيرينا بوكوفا». وهي أول سلسلةٍ من الأحداث تحت رعاية كلٍّ من اليونسكو ووزارة البيئة الإيطالية.
وقد تعهد ثمانية وأربعون مصنّعًا للدائنِ من خمس وعشرينَ دولةً -وهم أعضاء في جمعيات اللدائن العالمية لإيجاد حلولٍ للقمامةِ البحريةِ- تعهدوا بالمساعدة في منع الحطام البحري وتشجيع إعادة التدوير.
تخفيف
«الحطام البحري» مشكلة أوجدناها جميعًا، ليس فقط أولئك الموجودون في المناطق الساحلية. يمكن لحطام المحيط أن يأتيَ من أماكنَ بعيدةٍ مثل ولاية نبراسكا. غالبًا ما تكون الأماكن التي تتعرض لأكبر قدر من الضرر ليست الأماكن التي ينتج منها التلوث، فبالنسبة لتلوث المحيطات قد يقدم الكثير من النفايات من الدول الداخلية حيث ربما لايرى الناس المحيط أبدًا، وبناءً عليه فقد لايفكرون مطلقًا في حمايته. تستمر المشكلة في النمو جنبًا إلى جنبٍ مع استخدام اللدائن والتخلص منها. يمكن اتخاذ خطواتٍ لمنع انتقال المواد اللدائنية الداخلية إلى المحيطات.
يأتي «الحطام اللدائني» من الدول الداخلية من مصدرين رئيسيين: القمامة العادية، والمواد القادمة من المكبات المفتوحة ومدافن النفايات التي تهب أو تنجرف إلى المجاري المائية الداخلية وتدفقات مياه الصرف الصحي. تجد القمامة طريقها من الممرات المائية الداخلية والأنهار والجداول والبحيرات إلى المحيط، وعلى الرغم من أهمية عمليات تنظيف المحيطات والمناطق الساحلية إلا أن من الضروري معالجة النفايات اللدائنية التي تنشأ من الدول الداخلية وغير الساحلية.
على مستوى الأنظمة هنالك طرق مختلفة بغية تقليل كمية الحطام التي تدخل مجارينا المائية:
- * تحسين نقل النفايات من وإلى المواقع من خلال استخدام التخزين والشحن في الحاويات المغلقة.
- * تقييد مرافق النفايات المفتوحة بالقرب من المجاري المائية.
- * تشجيع استخدام الوقود المشتق من النفايات. غالبًا لا يتم إعادة تدوير اللدائن المستخدمة ذات القيمة المتبقية المنخفضة ويزيد احتمال تسربها إلى المحيط. ومع ذلك فإن تحويل هذه المواد اللدائنية غير المرغوب فيها -والتي كانت ستبقى في مدافن النفايات- إلى وقودٍ مشتقٍ من المخلفات سيسمحُ بمزيدٍ من الاستخدام؛ فيمكن استخدامها كوقود تكميلي في محطات توليد الطاقة.
- * تحسين معدلات استعادة اللدائن. في العام 2012 أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية 11.46 مليون طن من النفايات اللدائنية وجرى استرداد 6.7٪ منها فقط.
- * تكييف استراتيجياتِ مسؤوليةِ المنتج الممتدة لجعل المنتجين مسؤولين عن إدارة المنتج عندما تصبح المنتجات وعبواتها نفايات؛ وتشجيع تصميم منتجٍ قابلٍ لإعادة الاستخدام لتقليل التأثيرات السلبية على البيئة.
- * حظر استخدام مرشحات لفافات التبغ، وإنشاء نظام إيداع للسجائر الإلكترونية (مشابه للنظام المستخدم في عبوات البروبان).
ثمة أمور يمكننا -كمستهلكين- القيام بها للمساعدة في تقليل كمية اللدائن (البلاستيك) التي تدخل إلى مجارينا المائية:
- * قلل من استخدام المواد اللدائنية ذات الاستخدام الواحد مثل الأكياس البلاستيكية، والقش، وزجاجات المياه، والأواني، وأكواب القهوة عن طريق استبدالها بمنتجاتٍ قابلةٍ لإعادة الاستخدام مثل الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، والقش المعدني، وزجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام، وفراشي الأسنان المصنوعة من الخيزران، وأكواب القهوة القابلة لإعادة الاستخدام.
- * تجنب الميكروبيدات الموجودة في مقشر الوجه، ومعاجين الأسنان، وغسول الجسم.
- * شارك في تنظيف شاطئ النهر أو البحيرة.
- * ادعم حظر البلدية والتشريعات الأخرى التي تنظم المواد اللدائنية ذات الاستخدام الواحد والنفايات اللدائنية.
- * إذا كنت تدخن ، فتجنب استخدام السجائر المفلترة ، وتخلص من السجائر الإلكترونية بطريقة مسؤولة.
- * استمر في إعادة التدوير، وإعادة التدوير، وإعادة التدوير.
على الرغم من أن الوعي بتخفيف الحطام الداخلي للمحافظة على المحيطات يبدو ضئيلًا مقارنة بالدول الساحلية، إلا أن بعض المنظمات في الولايات المتحدة تعمل بالفعل على تحسين ذلك. تم تشكيل «تحالف كولورادو أوشن» في العام 2011 بهدف إقناع المواطنين الداخليين بأنهم لايحتاجون إلى رؤية المحيط كي يهتموا بصحته، ولقد نما منذ ذلك الحين إلى ما هو أبعد من دولة واحدة وتشكل الآن تحالف المحيطات الداخلية، مع مهمة تعزيز المعرفة والوعي بكيفية مساهمة الدول الداخلية في تلوث المحيط بغية تحطيم عقلية «بعيد عن الأنظار، بعيد عن العقل» التي غالبًا ما تنطبق في هذه المناطق.
«أولئك الذين يعيشون بين الجبال والأنهار والمدن الداخلية لهم تأثير مباشر على دورة الحياة في المحيط» كما جاء في موقع IOCO الإلكتروني. و«التغييرات التي نحتاج إلى إجرائها للتصدي لأكبر التهديدات التي تواجه البحار -خفض انبعاثات الكربون، والحد من النفايات والتلوث، وتناول المأكولات البحرية المستدامة، وحماية مستجمعات المياه، وتعزيز المناطق البحرية المحمية (MPAs)- يمكن أن تحدث من أي مكانٍ في العالم».
ولهذه المنظمة فصولٌ في العديد من الولايات الأمريكية الداخلية، وتشجع برامجَ مثل تنظيف مستجمعات المياه، والتعليم الذي يركز على الشباب، وتقليل استخدام اللدائن (البلاستيك).
إستراتيجية تحويل البلاستيك إلى وقود
يشجع «مشروع المحيطات النظيفة» (اختصارًا TCOP) على تحويل النفايات اللدائنية إلى وقودٍ سائلٍ ذي قيمة -بما في ذلك البنزين والديزل والكيروسين- باستخدام تقانة تحويل اللدائن إلى وقودٍ والتي طورتها شركة Blest Co المحدودة، وهي شركة هندسةٍ بيئيةٍ يابانية. يخطط مشروع «TCOP» لتثقيف المجتمعات المحلية وإيجاد حافز مالي لها لإعادة تدوير اللدائن (البلاستيك)، وللمحافظة على نظافة شواطئها، ولتقليل النفايات اللدائنية.
في العام 2019 توصلت مجموعة بحثية بقيادة بحاثةٍ من جامعة ولاية واشنطن إلى طريقةٍ لتحويل منتجات النفايات اللدائنية إلى وقودٍ للطائرات.
وكذلك ابتكرت شركة «تقانات إعادة التدوير» (بالإنجليزية: Recycling Technologies) عمليةً بسيطةً في مكنتها تحويل النفايات اللدائنية (البلاستيكية) إلى زيتٍ يدعى "Plaxx". يقود الشركة فريقٌ من المهندسين من جامعة ووريك (بالإنجليزية: Warwick) [البريطانية].
الشركات الأخرى التي تعمل على نظامٍ لتحويل النفايات اللدائنية (البلاستيكية) إلى وقودٍ تشمل «GRT Group» و«OMV».
هوامش
مراجع
انظر أيضًا
- تلوث المياه.
- دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ.
- أثر صيد الأسماك على البيئة.
- العائمون الودودون.
- حطام عائم، نفايات بحرية، طرح البضاعة في البحر، وحطام مهمل.
- اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
- تقييم الأثر البيئي.
معرض الصور
شبه جزيرة لا فيكتوريا، Alcúdia، مايوركا، إسبانيا، البحر الأبيض المتوسط.
تلوث الهواء | |
---|---|
تلوث المياه | |
تلوث التربة | |
تلوث إشعاعي | |
أنواع أخرى من التلوث | |
معاهدات دولية | |
أهم المنظمات البيئية | |
قوانين وسياسات ودراسات |
تيار محيطي |
|
||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
دوامة محيطية |
|
||||||||||
مقالات مُتعلقة |